بالرغم من أنه بات شبه المؤكد أن الحقبة القادمة من الويب ستكون عبر الهواتف الذكية و الحواسب اللوحية، إلا أنه حتى الآن لا يوجد إتجاه واضح لتحقيق الإيرادات من هذه المنصات.
ولعل أهم صفقة كشفت هذا الخلل هي صفقة فيس بوك على إنستغرام بمليار دولار بالرغم من أن الأخير لا يحقق أي سنت من الأرباح لاسيما أنه كان يعتمد كلياً على منصة الهواتف الذكية.
و العام الماضي كانت هناك صفقة ياهوو على تمبلر بمبلغ 1.1 مليار دولار أيضاً بالرغم من أن تمبلر لا يحقق أية أرباح مهمة تذكر، ومع أنه لايعتمد فقط على منصة الهواتف الذكية إلا أن غالبية زياراته و إستخدامه يكون على هذه المنصة.
التحدي أمام فيس بوك الآن هو أن النمو في إستخدام منصة الهواتف الذكية يتزايد تدريجياً وبمعدل مرتفع، وبنفس الوقت فإن إستخدام الشبكة على الحواسب يتباطئ. والسؤال هو هل يكفي النمو في الإتجاه نحو الأجهزة المحمولة أن يغطي التباطؤ في منصة سطح المكتب؟
والنمو هنا يقصد به الإعلانات، حيث مع حجم الشاشة الصغير للهواتف الذكية وحتى الحواسب اللوحية مقارنة بشاشات الحواسب الشخصية والمحمولة، لا يمكنك الإفراط في وضع الإعلانات على الشاشة أمام عين المستخدم وبدون التأثير على تجربة المستخدم في تصفح الموقع.
وهنا يجب على شركات مثل فيس بوك و قوقل أن تساعد شركات صناعة الهواتف الذكية للإتجاه أكثر نحو الشاشات الكبيرة، لأن ذلك يعطيها الفرصة لعرض المزيد من الإعلانات، أو على الأقل عرض الإعلانات بقياس أكبر وبالتالي البدء بتحقيق أرباح مجدية، لاسيما وأن المستخدمين بدأو يهجرون منصة سطح المكتب.
لكن من وجهة نظر المستثمرين في هذه الشركات، فإنهم سيقارنون ما بين فكرتين، الأولى هي الإستثمار في شركات ناشئة صغيرة وتطويرها حتى تكبر ويتم الإستحواذ عليها من شركة أخرى وبالتالي تحقيق الأرباح من هذا الإستحواذ من خلال نمو العائد على التمويل.
والثانية هي الإستثمار في الشركات الكبرى الحالية مثل فيس بوك، بإعتبارها تملك أكثر من مليار مستخدم و لديها شبكة إعلانات قوية كمنتج تبيعه الشركة، وهنا يحقق المستثمرين أرباحهم. من الواضح أن الفكرة الأولى أسهل بكثير في ظل التحدي الذي تحدثنا عنه أعلاه.
ويعتبر وضع قوقل أفضل بكثير من فيس بوك على منصة الهواتف الذكية، حيث بدأت قوقل بتحقيق نسبة جيدة من أرباح إعلاناتها على هذه المنصة، وهذا بالرغم من الرسوم التي تدفعها إلى شركة آبل لقاء عرض الإعلانات في صفحة نتائج البحث على أجهزة iOS.
لكن هنا تقع قوقل في تهديد التطبيقات الذكية والمساعدات الشخصية، حيث تقوم هذه التطبيقات بالبحث على قوقل وتقديم الإجابات للمستخدم، بالتالي تقلل من فرصة نقر المستخدم على الإعلانات المعروضة في صفحة النتائج.
وذكر تقرير صادر عن IDC أن المسوقين قد أنفقوا العام الماضي 2.8 مليار دولار على الإعلانات التي تظهر في نتائج البحث في موقع قوقل على منصة الهواتف المحمولة، وهو أعلى من إنفاقهم عام 2011 حيث كان 1.6 مليار دولار وقبلها كان 0.7 مليون دولار، والملاحظة الهامة هنا أن معدل النمو منخفض تدريجياً، حيث نمى الإنفاق في عام 2010 بنسبة 195%، لكن في عام 2012 نمى بنسبة 68%.
وتسيطر قوقل على أكثر من 53% من عائدات إعلانات الهواتف الذكية وتبتعد عنها بفارق واضح فيس بوك في المركز الثاني بنسبة 15%، لكن فيس بوك قامت بأداء جيد جداً حيث نمت حصتها 10% فقط خلال سنة من 2012 إلى 2013 في حين أن قوقل لم تنمو أكثر من 1%. ولاتزال تويتر بعيدة عن المنافسة حيث أن حصتها من إيرادات إعلانات الهواتف الذكية أقل من 2%.
وبدأت شبكات الإعلانات على الهواتف الذكية تخسر حصتها السوقية لصالح مواقع مثل فيس بوك و تطبيقات مثل spotify و Pandora وغيرها، ويتوقع أن تستمر بخسارة حصتها، وبالرغم من حجم سوق الإعلانات الكبير على المنصة المتنقلة إلا أنه يتباطئ في بعض الأماكن، والجميع يحاول المنافسة ولا يوجد أفق واضح عن المنتصر الأكبر.
وفي خطوة استحواذ فيس بوك على إنستغرام ربما تكون أول مرحلة في تطبيق إستراتيجية مستقبلية لتحويل هذا الكم الهائل من الصور التي يتم تداولها يومياً على إنستغرام إلى أرباح على إعتبار أن الناس أصبحت تستخدم الهواتف الذكية أكثر من حواسبها.
هذه التدوينة الربح من الهواتف الذكية معضلة مشاريع الإنترنت ظهرت في البداية في موقع عالم التقنية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق