قبل البدء
سنمضي في سلسلة مقالات موجهة للمدونين أو من يريد أن يبدأ رحلة العمل والربح من التدوين، سأحاول أن أشير مباشرة للأفكار التي أريد إيصالها، لايشترط أن تبدأ التدوين بمدونة على نطاق واستضافة مدفوعة، أنا بدأت ولفترة ثلاث سنوات على مدونة ووردبريس على النطاق المجاني. لكن من الأفضل لك أن تنشئ مدونتك بنطاق و استضافة مدفوعة لتستفيد من الكثير من المزايا التي لاتوفرها المنصات المجانية، واليوم أصبحت تكاليف تأسيس مدونة لاتزيد عن وجبة غداء.
أي المنصات تفضل؟ لنقلص الخيارات بين ووردبريس و بلوغر والصراع دائم بينهما لكن شخصياً أفضل ووردبريس ولك حرية الاختيار بينهم علماً أنه يمكنك بسهولة نقل محتوى مدونتك من منصة لاخرى في حال لم تعجبك.
هل فعلاً يمكن الربح من التدوين؟ نعم .. هناك اليوم مدونات على مستوى عالي ويعمل فيها فريق متخصص من أكثر من 100 شخص وتحقق دخل سنوي يزيد عن مليون دولار. لا يشترط بالتدوين أن يتعلق بحياتك الخاصة، هذا فرع من التدوين فقط وهناك التدوين المتخصص وهذا الذي يهمنا أكثر اختر مجال يهمك فعلاً وتحب الكتابة عنه وتفهم فيه حتى لاتقع في مأزق نفاد الأفكار.
القسم الأول : المحتوى
نعم أنه الملك دائماً. المحتوى هو أساس المدونة الناجحة، بغض النظر عن شكل المحتوى نصي، فيديو، صوتي، صور، مزيج من كل هذا، المهم أنه لانجاح بدون محتوى. والمحتوى الناجح يجب أن يحقق ثلاث صفات: قيّم، مميز، تفاعلي.
المحتوى القيّم هو الذي يجعل الزائر يقضي من وقته خمس دقائق في قراءة مقالة لأنه وجد فيها فائدة شخصية له و لاحظ الجهد المبذول في إنشاء هذا المحتوى، بالتالي المحتوى عديم الفائدة لن يقرأه أحد مهما أكثرت منه.
المحتوى المميز هو الذي لا يجده الزائر في أي موقع آخر، ما الفائدة من موقع كل محتواه منقول تماماً من مصادر اخرى يعرفها الجميع، الناس تحب أن تقرأ من المصدر الأساسي دوماً لذا يمكنك التميز بالبناء على المحتوى الموجود في مصادر اخرى مثلاً وبهذا تكون قد صنعت محتوى مميز.
المحتوى التفاعلي هو الذي يدفع الزائر لأن يكتب تعليقاً، يشاركه مع الأصدقاء، يعجب به، يعيد نشره أو نقده، يغفل الكثير من المدونين فائدة السؤال المباشر في تحفيز الزائر على المشاركة، كما أن التدوينة الكاملة لا تدع أي مجال للتفاعل، دوماً فكر بأن تدع مجالاً للزائر ليقدم إضافته حتى تخلق رابط بينك وبينه يجعله يأتي دائماً لأنه يشعر بقيمته.
المقالات القوية
ليست كل مقالة تكتبها يمكن تصنيفها كمقالة قوية، هناك مقالات عادية توصل فكرة أو معرفة معينة، المقالة القوية هي التي تستغرق وقت وجهد أكبر في إعدادها لكنها تكون مقالة لاتنسى من حجم الفائدة فيها والجهد الواضح المبذول حتى تصبح بمثابة مقالة مرجع يدفع الناس لوضعها بالمفضلة للعودة إليها دائماً. وإليك أمثلة عن طرق كتابة المقالة القوية
- مقالة القوائم ( 10 أخطاء في التصميم تجنب الوقوع فيها )
- مقالة المصدر المرجعي ( أفضل 10 مواقع تعلم مجاني على الانترنت )
- مقالة التحليل المعمق ( دليلك إلى الويب 3 )
- مقالة الترتيب ( المدونين الأكثر تأثيراً في العالم )
التدوينات العادية
بالطبع لايمكنك أن تكتب كل يوم مقالة قوية ولا يمكنك أيضاً أن تجعل موقعك بالكامل يحوي هذه المقالات وإن كانت هذه الحالة المثالية، بل أن الواقع العملي يشير إلى أن معظم التدوينات تكون عامة توصل فكرة معينة وكل فترة ينشر مقالة قوية، التدوينات العادية هي وقود الموقع والتي تسمح لك بمشاركة أفكارك حول ما تريد أكثر من تقديم معرفة لجمهور متلقي.
العناوين
يغفل الكثير من المدونين لاسيما المبتدئين أهمية عنوان التدوينة والذي لا أبالغ لو قلت أنه يحتاج من الوقت بالتفكير فيه تماماً ما تحتاجه كتابة التدوينة من وقت، العنوان عليه مسؤولية تزيد عن 70% من جذب الزوار للقراءة لذا عليك بواسطة كلمات قليلة أن تعبر عن فكرة موضوعك وتجذب الناس للضغط على المقال والبدء بقرائته.
ولكتابة عنوان مقالة جيد احرص أن يكون سلساً مباشراً واضحاً أو فيه بعض الغموض لكن انتبه لعدم الوقوع بمطب أن تجعله مبهم جداً حيث أن الزائر لما يدخل ليقرأ ويجب المحتوى مختلف عن توقعاته ستصيبه خيبة أمل كبيرة وستخسر زوارك تدريجياً، لاتبالغ ولا تكن غامضاً بشكل كبير.
أفكار التدوينات
نعم هذه مشكلة يقع فيها معظم المدونين حيث يجدون نفسهم بعد فترة وقد نفدت منهم كل أفكار التدوينات، أو يكتبون عن أفضل و أكبر الأفكار في بداية إنطلاق مدونتهم ثم يصبحون صفر اليدين. ليكون لديك رصيد كافي من أفكار تدويناتك يجب أن تطور عادتك بتسجيل الأفكار الرئيسة متى ما خطرت لك، ودعني أخبرك بأنها ستخطر لك في أسوء الأوقات عادة مثل قبيل النوم لكن لو أجلتها ولم تسجلها فإنك ستنساها.
الطريقة الثانية لتوليد أفكار للتدوينات أنه أحياناً تكون لديك فكرة صغيرة لكنها غير كاملة وغير متطورة، انصحك بأن لا تتجاهلها، ابدأ مسودة تدوينة عنها ودعها بالمسودات وكل فترة ستجدها أمامك قد تخطر لك أفكار جديدة يمكن تطويرها لتصبح تدوينة متكاملة في النهاية.
عليك أن تفكر بالإنترنت من حولك كأكبر من العالم الحقيقي حتى، يمكنك أن تستوحي فكرة تدوينة من منشورات أصدقائك على الشبكات الإجتماعية، مقطع فيديو شاهدته على يوتيوب مؤخرا، تعليقات في أي موقع آخر، هاشتاغ معين على تويتر .. المهم أن لاتهمل أي فكرة مهما وجدتها صغيرة وبسيطة.
التدوين بإستمرار
عندما يبدأ الناس بالتدوين فإنهم يصابون بهوس العجلة، تجدهم أول شهر يكتبون أكثر من عشرة تدوينات، والثاني أيضاً كذلك وقد يكبر العدد أكثر، الثالث .. الرابع .. ويبدأ هذا العدد بالتباطؤ حتى تصبح المدونة مدينة أشباح لايكتب فيها كل شهر تدوينة على الأكثر.
يجب أن تضع لنفسك حدود تلتزم بها، وبالمتوسط فإنه كل ثلاثة أيام تدوينة يعد رقم جيد ولا يزعج الزوار ويحافظ على نشاط مدونتك وهو أمر جيد لمحركات البحث أيضاً، لو خطرت لك فكرة رائعة لايمكنك أن تكبت نفسك على تأجيلها انشرها فوراً، ولما تخطر لك أفكار كثيرة لا تنشر كل شيء في فترة قصيرة، استخدم خاصية الجدولة المميزة في ووردبريس لجدولة تدوينات لفترات مستقبلية. وتذكر أن تنشر تدوينتك في أوقات الذورة، عادة تكون الفترة المسائية هي أفضل وقت من بعد الساعة السادسة والأمر يختلف حسب جمهور مدونتك وتوقيت بلدك وطريقة الحياة والعمل فيها.
هذه التدوينة التدوين – 1 – المحتوى ظهرت في البداية في موقع عالم التقنية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق