لم تكن الثورة الرقمية ثورة في طريقة التسوق فقط، ولكنها بالتأكيد ثورة فيما نتسوق ونشتري ايضاً.
فالسلع الرقمية أصبحت في نفس درجة التنافس (إن لم تكن أكثر) مع السلع الحسية الملموسة، وكثيراً من الأشخاص اليوم يبيعون الـ بت والبايت (وحدات القياس الالكترونية في مجال الكمبيوتر) على شكل كُتب إلكترونية، ملفات صوتية، ملفات تصويرية، برمجيات، ملفات فيديو، والكثير الكثير من المُنْتَجات الرقمية المختلفة التي تحتاج كل واحدة بالتأكيد إلى تسويق خاص كلاً بعينة، وسأضع اليوم بين يديكم أحد عشر نصيحة تُمَكِنَكُمْ من التسويق لأي مُنْتَج رقمي كان.
التركيز هو المفتاح في بيع المُنْتَج الرقمي، وهنا أقصد التركيز على نوعية المُنْتَج الرقمي الذي سيتم إنتاجه والاستمرار في تسويقه وتطويره واستخدام أفضل واقوى الكلمات المفتاحية لمحركات البحث (الـ “SEO”)، والتركيز على الجمهور المستهدف بذلك المُنْتَج بعينة.
2- إستخدام صيغ ملفات قياسية للتحميل:
قد لا يكون ذلك مهم من وجهة نظر البعض، ولكن إستخدام صيغ ملفات قياسية أو متعارف عليها بالعموم (مثل ملفات الـ “PDF” للكتب الإلكترونية، وملفات الـ “MP3″ للملفات الصوت) يضمن لجميع المستخدمين قدرة التحميل والاستفادة من المُنْتَج دون قيود أو إشكاليات أو الحاجة إلى برمجيات مساندة لفتح ذلك الملف، إلا ان تكون هناك خصوصية للمُنْتَج تجعل من الضروري وجود برمجيات مساعدة (مثل البرامج الموجهة والخاصة)، ونلاحظ انخفاض قاعدة العملاء المستهدفة بالمُنْتَج الذي يستخدم ملفات غير قياسية.
3- تقديم عرض مختصر للمُنْتَج:
يختلف قرار العميل بشراء سلعة ما (رقمية أو حسية) إن كانت هناك إمكانية تذوق أو معاينة المُنْتَج قيد الشراء، واثبتت جميع البحوث والاستفتاءات حقيقة ذلك، حيث وعلى سبيل المثال اثبتت الدراسات ان العميل يذهب إلى المتجر الاعتيادي لمعاينة المُنْتَج الحسي قبل ان يتخذ قرار الشراء عبر الانترنت (من متجر إلكتروني)، وينطبق ذلك على المُنْتَجات الرقمية بنفس الدرجة إن لم يكن تأثير إتخاذ القرار فيها أكبر مع وجود عيّنات من السلعة الرقيمة للمعاينة قبل الشراء.
4- الوصول المباشر:
ما يُميّز المُنْتَجات الرقمية عن الحسية هو حصول العميل على المُنْتَج المُشترى مباشرة بعد دفع القيمة، وبالتالي فتعزيز الوصول المباشر للمُنْتَج بعد الشراء من أساسيات نجاح تسويق المُنْتَج الرقمي.
5- إستخدام الأرقام التسلسلية والمفاتيح الآمنة:
إن كانت البرمجيات هي المُنْتَج الذي تسوقه، فمن الطبيعي تنفيذ آلية الأرقام التسلسلية والمفاتيح الآمنة لكل عملية بيع لذلك المُنْتَج وعدم تكرار ذلك الرقم او عدم ترك المُنْتَجات بدون تلك الخاصية، وذلك لتجنب القرصنة وحماية الحقوق الخاصة بالمُنْتِج ومطور البرنامج، ولكن هذه الآلية في نفس الوقت هي إضافة تسويقية للمُنْتَج تُقدم للعميل خصوصية وأمان وتؤكد له ان هذا المُنْتَج بالذات موجه له، وبالتالي لن يخاف على المبلغ المُستثمر في البرنامج الرقمي هذا، وبالإمكان تطبيق هذه الطريقة في بعض المنتجات الرقمية الأخرى فهي ليست حكراً على البرمجيات فقط.
6- الجمع والدمج:
الجمع بين أكثر من سلعة رقمية، أو دمج مجموعة سلع رقمية ضمن نفس الفئة وتقديمها ضمن حزمة بيع أو مُنْتَج رقمي متكامل وبسعر واحد. تعطي تلك الطريقة دفعة تسويقية كبيرة للمنتج الرئيسي المُطَوَرْ، والذي يرغب صاحبة في انتشاره، ويُشجع العملاء مستقبلاً في الشراء من ذلك المُطَورِ.
أي تقديم سلعة رقمية معينة مقابل سعر خاص عند شراء سلعة رقمية أخرى، سواء كان سعر السلعة الثانية كاملاً او مخفضاً وبنفس الكيفية السعرية للسلعة الأولى، أو ان تكون إحداهم مجانية عند شراء الأخرى.
8- تحسين العرض المرئي:
لان المُنْتَجات الرقمية غير ملموسة ولا حسية، فإن المظهر العام والعرض الاولي صاحب القول الفصل في إتخاذ الخطوة الأولى نحو قرار الشراء، فعلى سبيل المثال يؤثر شكل الغلاف الخارجي وتصميم الكتاب الالكترونية (أو حتى الكتاب التقليدي) في جذب المُشتري (العميل) إلى الاطلاع على ملخص ذلك الكتاب منه يتخذ قرار الشراء، وقد يكون مطور ذلك المُنْتَج المقروء غير ذي قدرة في تصميم غلاف رائع جاذب للعميل رغم ان المحتوى الداخلي للمُنْتَج رائع ومفيد، بالإضافة لضعف الميزانية العامة للمطور لإخراج تصميم جيد عبر شركات التصميم ودور النشر المتخصصة، وهنا يأتي دور مجتمع المستقلين الذي يقدم خدمات رخيصة نوعاً ما وذات جودة عالية في نفس الوقت، وعلى سبيل المثال يستطيع المطور العربي الاستفادة من منصة خمسات في إخراج تصميم غلاف خاص وجاذب لمُنْتَجِه المقروء وبسعر منافس عبر مستقلين أكفاء.
ترك الحرية للعميل في استرجاع قيمة المُنْتَج الرقمي الذي لم يعجبه لأي سبب كان بعد الشراء لهو من الحريات الرائعة التي تساعد على تعزيز الثقة لدى العميل قبل وبعد الشراء، وقد يُشترط في ذلك وقت محدد لطلب الإرجاع حتى لا يقع صاحب المُنْتَج في خانة الخسران الدائم، وتبقى مسؤولية العميل في طلب الاسترجاع خلال تلك الفترة فقط، وهذه الالية تطبق في كثير إن لم يكن معظم المتاجر الإلكترونية ومنصات بيع المنتجات الرقمية على حد سواء.
10- تحديد قُمعْ البيع:
سنمر على النقطة بشكل سريع، حيث يحتاج مصطلح قُمعْ البيع أو (Sales Funnel) الى مقال مستقل بحد ذاته لأهميته في مجال تسويق المُنْتَجات بشكل عام (حسية ورقمية)، ولكنه من الأهمية بمكان لذكرة ضمن هذه القائمة المساعدة على تسويق المُنْتَجات الرقمية.
يمر العميل عبر سلسلة من الخطوات أو الإجراءات المتتالية (لا يُشترط فيها التتابع الزمني) ولكن من المفترض ان تكون إجراءات تتابُعية حتى يصل العميل في نهايتها إلى قرار الشراء وتحقيق البيع النهائي والاحتفاظ بالعميل لقرار شراء جديد لمنتج آخر.
11- إختيار منصة البيع:
أساسيات بيع أي منتج كان، إلكترونياً أو تقليدياً، سلعة حسية أو رقمية، هي المنصة التي من خلالها يتم عرض وتسويق وبيع ذلك المُنْتَج.
فالمتاجر التقليدية تتخصص بالمُنْتَجات الحسية، مُنْتَقِلة بتلك السلع الحسية إلى عالم الانترنت عبر المتاجر الالكترونية، أما ما يخص السلع الرقمية فهناك المواقع الخاصة بأصحاب السلع الرقمية، أو منصات بيع المنتجات الرقمية المتخصصة بذلك.
وتنتشر في فضاء الانترنت الكثير من المنصات المتخصصة بتسويق وبيع المُنْتَجات الرقمية لمختلف مطوريها، وتقل هذه المنصات في الوطن العربي حتى تصل إلى ما يُعد على الأصابع، من أهمها وأشهرها منصة أسناد، التي تطورت بشكل مضطرد في فترة وجيزة مقدمة لمجتمع مُنْتِجي السلع الرقمية منصة ذات ثقة للتعامل من خلالها.
حاولت جمع أفضل النصائح أو تلك المُعترف بأفضليتها ممارسةً في الاقتصاد الرقمي، رغم وجود الكثر من النصائح والطرق الأخرى التي يمكن الاستفادة منها لترويج وتسويق هذه المُنْتَجات.
شهاب الفقيه/ متخصص في التجارة والتسويق الالكتروني
مدونة التجارة الالكترونية العربية
التدوينة 11 نصيحة لتسويق المُنْتَجات الرقمية ظهرت أولاً على عالم التقنية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق